A.M.N.O
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Burns Brad
Burns Brad
Admin
عدد المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 11/07/2015
https://burns-brad.forumarabia.com

عينٌ متربصة Empty عينٌ متربصة

الإثنين مايو 24, 2021 2:27 pm
كان يمشي في الممرات الموصلة لمنزله، وأثناء مشيه كان يتحسس أنّ هنالك من يراقبه من الخلف،
يمينًا ويسارًا، أخذ في الأمر جديّةً وصار بين لحظةٍ وأخرى يحاولُ أن يرى ما خلفه
بحجة أن يمسح ما على كتفيه أو ينظر في الأشياء أمامه حتى تصير خلفه مُظهِرًا تجاهها تعابير الغرابة والتساؤل،
ولا زال يمشي لكن أسرع الخطى قليلًا ومعه ازداد التّوتر والخوف، كذلك..
أصبح من يراقبه يلاحقه بالمثل إلّا أنّهُ كان كمن يريدُ أن يُمسك بهِ ليُفزِعه،
نظرَ بخفَّةٍ نحو الخلف ولم يرَ شيئًا ممَّا أسهم بزيادة التوتر والخوف وارتسم الرُّعبُ أخيرًا حوله،
فأدرك أنّهُ في خطرٍ مُحدق، وأنّ عليه الركض لزومًا لأجل أن يعيش،
سبقهُ الوقت علنًا بعد أن نظر لساعته وهو يحاول الركض،
أصدرت ساعة الحيّ صوتها تُعلن فيها أنّ الساعةَ الآن 12:00 من منتصف الليل،
عانق الضبابُ الحيّ شيئًا فشيئًا، لابسًا لباس الليل القاتم.. ركض عزيزنا نحول منزله هرِعًا
وقد كان العرقُ يتصبب من رأسه أخيرًا، لعبِت الغيومُ دورها فحجبت نورَ القمر خانقةً إياه،
اكتسى الليل حُلكته وعزيزنا وصل لباب منزلهِ أخيرًا، فتح بابهُ الخشبيّ ودخلَ
المنزل مُغلقًا معه الباب الخشبيّ، أخذَ شهيقًا وزفيرًا لثواني قليلة وبعدها كتم أنفاسه وكل حركاته،
ركز على أن يستخدم كل قوة من جسده ليستعملها في رأسه..
لأذنيه ليُصغي للأصوات حوله وما في الخارج خصوصًا، ولأجل أن يُفكّر
حول ما كان يحدث معه، أخذَ يُعطي عينيه صرامة وجدية، مفتوحتان تُحدِّقان نحوَ الأمام ورغم ذلك هما أشبه بالزِّينة،
جُل الصور التي تُرى هي موجودة في الداخل، إنّما يُعيد قراءتها ليفهم ما كان يجري له، تأكد من أشياء وباقٍ عليه
أن يتأكد من أشياءَ أُخرى لكنه فشل لعدمِ وجود الدَّلائل وبقية التفاصيل، بعد أن علمَ بذلك انتابه شعورٌ سيِّئ،
صار يخرج رأسه من بحر أفكاره متزامنًا مع ذلك طلبَ الأُكسجين لنقصانه من جسده، أخذَ أخيرًا ينظر بعينيه،
بدأ يتحسس بقية أطراف جسده، حرّك ظهرهُ وحسّ بألمٍ.. استعاد قوة جسده تدريجيا بهدوء، وقف بعدَ إذ كان جالسًا،
عادَ اللسان ليعمل ومعه استطعم العطش والجوع ولكنَّ معدته تأبى أن تُفكِّر باستقبال الطَّعام.. شرب كأس ماء،
وبعد أن تأكد من احتياجه للنوم نطقها من الآن وقال:

غدًا سيكون أفضل.. غدًا..(قاطع النوم كلماته فأخذ السِّكين بعد ملامسة رجليه للفراش وطعن رجليه التعبتين ونتيجة لذلك
هوى صرِعًا نحو الفراش ولم ينتهي الأمر بعد إذ قام الليلُ عليه بسيفٍ لا صوتَ لهُ يحملُ صوت الموت، نزل كالصاعقة
وضرب عُنقه وبذلك فقد التحكم تمامًا بأي جزءٍ سفلي منه داهم المشهدُ صوتٌ يتسلل عبر النّافذة الزُّجاجية، وقد كانَ هذا
صوتُ الهواء الحفيف يحملُ معه نغم الحياةِ والموت.. داعب الصوتُ أُذناه فغلب الموتُ المشهد وبذلك نزل الجفنين ليُغلق
حينها المشهد الأخير لكل شيء وحينَ انتهى النُّزول.. أخذَ القمرُ ينظر لذلك الشخص.. فرآه ميِّتًا.. وراحَ عنه شيئًا فشيئًا)
انتهى كل شيء ومات ذلك الشخص.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى